الهوية المالية

الاعتقاد السائد عن الهوية المالية لدى الكثير من الناس هو أن يتم وضعك في قالبين لا ثالث لهما ، إما أن تكون مبذراً أو مقتصداً.

قررت البحث عن هذا الموضوع الذي نادراً ما يتطرق له المهتمون بدراسة المال والأعمال ، ليصادفني هذا الحديث عن الهوية المالية ، والذي سيكون مدخلاً لمحتوى هذا المقال.

"يعتقد الكثير من الأشخاص بالخطأ أن اختيار هوية مالية هو الذهاب لأقصى اليمين أو اليسار – فنحن نسمع جملاً مثل "إنها مبذرة أما أنا فمقتصد " أو "إنه يحب المخاطرة أما أنا فأفضل أن أبقى في منطقة الأمان" . إذا كنت تفكر بهذه الطريقة ، فلن تكون لديك خريطة طريق توضح لك هويتك من وجهة النظر المالية ، والطريقة التي تريد بها ممارسة قيمك من خلال ما تشتريه أو لا تشتريه ، وكيفية ادخار ثروتك أو إنفاقها أو حمايتها".

في الأصل ومن خلال قراءة الواقع المالي في أغلب المجتمعات ليس هنالك أساليب مالية محددة يمكن أن يتم تصنيف الأشخاص بناء عليها.

فالمجموعات التي يتم من خلالها تعزيز القيم المالية وتعلم أحدث الطرق بشأن جلب وإدارة الأموال لا تجد من الرواد إلا القليل . حيث ينجرف أغلب الناس في إنفاق أموالهم دون تخطيط مسبق.

لكن دائما الأوقات العصيبة أو الصدمات المالية التي يتعرض لها الأشخاص يكون لها الأثر البالغ في إجبارهم على مراجعة ميزانيتهم وخططهم المتعلقة بالإنفاق.

ينطبق هذا الأمر أو ما أسميناه بالانجراف أيضاً على أولئك الأشخاص الذين يرغبون في استثمار أموالهم.

فيبدأون كمثال بالادخار بصورة متقطعة غير منتظمة وغير مبنية على خطة ويأخذون في الغالب نصائحهم من الزملاء والأصدقاء أو الجيران. ويتجه البعض الأخر للاستثمار وتوظيف أموالهم المدخرة في مشاريع ناجحة ، نحن في اكاديمية حلول الثراء نقدم لك مجموعة من الأفكار لمشاريع ناجحة مع باقة من الدورات المتنوعة التي تساعدك في النمو وتحقيق النجاح المالي .

إليك هذا التمرين البسيط ، إذا كان لديك صديقك رياضي يهتم بكرة القدم اسأله عن أي الأندية يشجع سيذكر لك دون تردد اسم ناديه الذي يشجعه ، لكن عندما تسأله عن أي الاستراتيجيات يفضل ، القيمة أم النمو ، فستحصل على نظرة حائرة كبيرة.

إذا فنحن أمام فراغ معرفي كبير حول الهوية المالية . أحد فرق العمل التي عكفت على دراسة وتحليل الموضوع قسمت الهوية المالية إلى 6 أنماط يمكن أن تستخدم لدفع النجاح المالي للأشخاص إلى الأمام. وربما ألهمتهم لخلق هوية جديدة تساعدهم على تعريف أنفسهم في ما يتعلق بإدارة الأموال .

1. نمط المستثمر :

هم أولئك الأشخاص الذين لا ينفقون الكثير من الأموال على الأشياء التي ستنخفض قيمتها ،

في الحقيقة هم لا يبخلون في الانفاق بل يضعون أموالهم في أماكن يمكنهم رؤيتها وهي تزداد ، مثل العقارات والأعمال الفنية والمقتنيات النادرة والتحف.

ومع تعاظم إدراكهم كمستثمرين لأهمية الأشياء فإن قرارات الشراء لديهم تكون أسهل ، لذلك فهم يتمتعون بالقدرة على اتخاذ القرارات الأفضل على المدى الطويل.

2. نمط مقتنص الصفقات:

هم أولئك الأشخاص الذين يدفعون أقل الأسعار من خلال المساومة بغض النظر عن المدة التي يستغرقها الأمر ، صائدو الصفقات يتمتعون بموهبة مدهشة تظهر من خلال التركيز الصحيح وتجنب الإغراء

3. النمط المعتدل:

الاعتدال يقود إلى الأمان المالي.

4. النمط المخطط :

سر النجاح المالي لمتبعي هذا النمط يكمن في أنهم ومن خلال التخطيط المسبق سيتجنبون الاندفاع في الشراء وهو ما يميل أغلب الناس لفعله وبالتالي صرف المزيد من الأموال في الأشياء غير الضرورية.

5. النمط المعطاء :

هم الأشخاص الذين يصنعون سعادتهم من سعادة الآخرين ، يعطون الأولوية للاستثمارات التي تضيف قيمة حقيقية لأحبائهم ويساهمون أكثر من الآخرين في الأعمال الخيرية.

وهم دائما على استعداد للتضحية بالكثير من الكماليات من أجل الأحباء وينفقون أقل المبالغ على أنفسهم .

6. النمط الهجين :

المقصود به أن يكون لديك خليط من جميع أنماط الهويات المالية ، فقد تجد شخصاً يخطط جيداً في إنفاق أمواله لكنه مندفع عندما يتعلق الأمر بإحدى هواياته التي سيصرف عليها الكثير من المال مع إدراكه لذلك.

والآن يا صديقي أي الأنماط هذه تجد نفسك غارقاً فيها ، وما هو النمط الذي تود أن تكونه ؟ وهل تستطيع الجمع بين الجميع بما يقودك إلى تحديد هويتك المالية الجديدة التي سينعكس أثرها على سلوكك المالي؟

اجعل من اجابتك على هذه الأسئلة نقطة انطلاق جديدة لشخصيتك المالية التي سيكون لها الأثر في بناء موقفك المالي وآلية ادخارك وانفاقك واستثمارك .

الوظيفة لن تمنعك من أن تبدأ مشروعك الخاص

لكن يجب ان تتعامل مع هذه التحديات أو الصعوبات

حتى ينطلق مشروعك بقوة